الجمعة، 29 أبريل 2011

ليه رئيس جمهورية واحد مش تلاته

سألت نفسى هذا السؤال :لماذا هناك دائما رئيس واحد للجمهورية بيده كل مقاليد الامور؟
لماذا لا يكون ثلاثة؛ فنحن الان بمرحلة انتقالية لدينا عدد من المشكلات الاساسية وهى التعليم والاقتصاد والاستثمار والتنمية بالاضافة الى الناحية السياسية واصلاح العلاقات مع الدول الشقيقة والافريقية.



سؤال ياريت اسمع مشاركتكم وتعليقاتكم عليه.

Adding FeedBurner Email to your TypePad or Blogger blog

الثلاثاء، 26 أبريل 2011

الشرعية الدستورية والشرعية الثورية


*أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر
الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية 
صحيفة المصريون
13/2/2011


أفرزت الأحداث المعاصرة التي تمر بها مصرنا العزيزة، مفاهيم فكرية متباينة حول نوع الشرعية التي يفرضها الواقع، وأيها أجدر بالالتفاف حولها والتمسك بها.

لذلك فمن الضروري أن ينصب هذا المقال حول: مفهومي الشرعية الدستورية، والشرعية الثورية؛ لبيان نوعية كل جانب منهما، وتحديد الضوابط التي تحكم كل من الشرعيتين..

أولا:الوضع الدستوري :

ارتبط التغيير الدستوري الذي تم في عام 1971م بأحداث قادها الرئيس المصري الراحل أنور السادات، حيث زعم أن ما أطلق عليهم "مراكز القوى" الذين استولوا على الحكم في عصر الرئيس جمال عبد الناصر فقد نظموا انقلابا عليه وبالطبع على الشرعية.

لقد أثر الرئيس السادات بشدة على جموع الناس التي عانت من السجون والمعتقلات والتعذيب، وتكميم الأفواه ومصادرة الحقوق والحريات.

 ومن ثم لقيت مبادءته باعتقال مراكز القوى ومحاكمتهم وتبشيره بدستور جديد وحياة حرة وانطلاقة نحو إعادة الحقوق والحريات استجابة كبيرة من جموع الشعب، وكذلك من جموع المثقفين بمختلف توجهاتهم.

وقد كنت من بين من وقع عليهم الاختيار ليكونوا من اللجنة التي وكل إليها إعداد دستور 1971م وكنت أحد أفراد لجنة فرعية أعدت الجزء الخاص بنظام الحكم، وكانت تضم طيفا واسعا من رجال القانون الدستوري والإداري ومن سائر التخصصات القانونية والإنسانية .

وأشهد أن اللجنة قامت بأعمال جليلة، وأنجزت عملا كبيرا كان يمكن أن يكون له قيمته إذا أفسح له المجال للخروج إلى النور كما وضعته اللجنة، ولكن للأسف كانت أعمال اللجان تحال إلى لجنة أخرى لا أذكر أسماءها بل سمعت أن الرئيس السادات كان رأس هذه اللجنة الأخيرة.

كان من بين النصوص التي وضعتها اللجنة، نص يتصل بوضع الرئيس، وهو ما يتصل اتصالا وثيقا بشكل النظام الذي اختير لمصر، حيث جرى الحوار في اللجنة بين النظامين الرئاسي والبرلماني.

 ولكن وافقت مجموعة قوية على رأسها محمد كامل ليلة رحمة الله عليه، على ما أسماه النظام المختلط، أي الذي يجمع بين النظامين الرئاسي والبرلماني على أساس أن هذا النظام قد جرب منذ أن عرفت مصر الدساتير بعد قيام الثورة.

 ولقد هوجمت الفكرة على أساس أن مصر ترغب في عصر جديد تنطلق فيه الحريات وتسود فيه الحقوق وتخرج فيه البلاد من قبضة السلطة التنفيذية وتباعد بين البلاد وبين الشرعية الثورية التي أعطت الحاكم طوال الفترة الماضية سلطات شبه مطلقة.

 لكن الذي جاء في النصوص الأخيرة كان شيئا آخر، أو بالأحرى تبنى النظام المختلط وقوام هذا النظام أن يتمتع الرئيس بسلطات قوية بدون مسئولية.

 فرغم أنه هو الذي يضع السياسة العامة للدولة بالاشتراك مع مجلس الوزراء والإشراف على تنفيذها، إلا أنه غير مسئول عن أي تقصير يحدث نتيجة لذلك، ولكن الوزارة والوزراء مسئولين، ولكن الرئيس لا يُسأل خلافا للقاعدة القانونية المعروفة بأن السلطة تتبعها مسئولية من يتولاها أمام ممثلي الشعب، أي المجلس التشريعي المنتخب .

كذلك أعطى للرئيس اختصاصات واسعة تبرز الطابع الرئاسي للدستور منها نص المادة (73) التي تنص على: "أن رئيس الدولة هو رئيس الجمهورية، ويسهر علي تأكيد سيادة الشعب، وعلي احترام الدستور، وسيادة القانون، وحماية الوحدة الوطنية، والعدالة الاجتماعية، ويرعي الحدود بين السلطات لضمان تأدية دورها في العمل الوطني".

وواضح من هذا النص أن الرئيس هو رئيس الجمهورية وهو الحكم بين السلطات ومن مهامه السهر على تأكيد سيادة الشعب وعلى احترام الدستور وسيادة القانون، وكافة تعيينات المسئولين منوطة به، فضلا عن رئاسته للعديد من المجالس والهيئات العليا في الدولة بما في ذلك مجلس القضاء الأعلى والمجلس الأعلى للشرطة ... إلخ

كذلك هو يمارس كافة التخصصات الخارجية التي يمارسها رؤساء الدول في الأنظمة الرئاسية؛ بل يمارس الرئيس اختصاصات عديدة في مجال السلطة الرابعة أي، الصحافة، وإن كان النظام الشكلي يجعل له الآن للصحافة في الواجهة الشكلية.

وفي الحقيقة فإن رئيس الجمهورية في الدستور المصري، بعد تعديله من لجنة عامة لم يعلن أسمانها، هو رئيس كل شيء وكل هيئة وكل مؤسسة.

لذا أنبه إلى عدة ملحوظات في هذا الصدد إذا ما أريد تعديل الدستور.

الأولى:

ضرورة استبدال النظام البرلماني بالنظام الرئاسي، لأن النظام الرئاسي بطبيعته يجعل الرئيس سلطة كبيرة تحتكر السلطات وتمارس أهم الصلاحيات في أية دولة وكفانا العيش في مثل هذه الأنظمة، ليس فقط لمدة ثلاثين عاما، ولكن طوال سنين الثورة أي من سنة 1952م حتى الآن.

ومصر تحتاج إلى نظام تقل فيه صلاحيات رؤساء الدول؛ لذا فإن الأنسب لنا في هذه الظروف أن يطبق نظاما برلمانيا لا نظاما رئاسيا ولا نظاما مختلطا يأخذ من النظامين ما يقوى به سلطات الرئيس.

والواقع أن فقهاء القانون الدستوري ومن مارسوا سلطات الحكم في بلادنا لسنوات طويلة يستطيعون أن يصنعوا النظام الذي يلاءم مصر بعد هذا الميراث الطويل من الحكم وبعد عشرات الدساتير والتي آخرها دستور 1971.

الثانية:

 أن الأكثر أهمية من نصوص الدستور، هو تطبيقه إذ من المعروف في القانون الدستوري في دول العالم الثالث أنه لا يطبق، لأنه يضع قيودا على الحاكم، والحاكم في بلادنا لا يطيق أية قيود وإنما يتصرف دائما كحاكم مطلق.

الثالثة:

ضرورة الاحتياط من الالتفاف على أعمال اللجنة، وتعتبر النصوص أو إعادة صياغتها بطريقة تخالف المدلول الذي قصده الشباب الذين قاموا بالثورة

ثانيا:دعوى الفراغ الدستوري

تم تداول مقولة أن رحيل الرئيس مبارك في الوقت الحاضر دون استكمال مدته الرئاسية، من شأنه أن يحدث فراغا دستوريا، والواقع أن الدستور المصري الحالي قد عالج هذه المشكلة ، بأكثر من طريقة ،

الأولى:نصت عليها المادة 82 من الدستور، وهي تتصل بالمانع المؤقت الذي يحول دون مباشرة رئيس الجمهورية لاختصاصاته، هنا يقرر الدستور أن نائب الرئيس يمارس كافة صور الاختصاصات.

لقد حدث في مصر منذ عام واحد أن تعرض الرئيس لظروف مرضية، حالت دون مباشرته لاختصاصاته، فأناب رئيس مجلس الوزراء ، حيث لم يكن في ذلك الوقت قد عين نائبا له، وهنا لم يتقيد الرئيس بحرفية الدستور وأناب رئيس الوزراء مقامه.

الثانية: نصت عليها المادة 84 : وهي تعالج خلو منصب الرئيس أو عجزه الدائم عن العمل، وقد قرر الدستور في هذه الحالة تولي رئيس مجلس الشعب الرئاسة وإذا كان المجلس منحلا، تولى الرئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا.

وقد قرر الدستور أن يُعلم مجلس الشعب بخلو منصب رئيس الجمهورية، فالدستور هنا نظم من يتولى الرئاسة في حالة خلو منصب الرئيس بشكل دائم ومؤقت.

 وبالتالي فإذا خلا منصب الرئيس في هذه الظروف لأي سبب كان،فيحل محله رئيس مجلس الشعب، أو رئيس المحكمة الدستورية العليا، بينما إذا كان عجز الرئيس دائم أو مؤقتا، قام بمهامه نائبه.

وأتصور أن الذي يواجهنا الآن هو حالة العجز الدائم أو الخلو الدائم من المنصب، وبالتالي فرئيس مجلس الشعب هو الذي يمكنه شغل هذا المنصب.

 كما أرى أنه لن تكون هناك أية مشكلات تتصل بالفراغ الدستوري آنذاك، وإن كان رئيس مجلس الشعب يلتزم بحكم الدستور بأن يدعو إلى انتخابات خلال مدة لا تتجاوز 60 يوما من تاريخ خلو المنصب من الرئاسة، كما أن الدستور وضع ضمانا بألا يترشح الرئيس المؤقت للرئاسة حتى لا يعوق أمر الواقع دون ترشح رئيس آخر ينتخبه الشعب، فيما يتصل بخلو المنصب.

ثالثا: تعديل المادتين 77،76 من الدستور

من المسائل المطروحة للنقاش تعتبر المادتين 77،76، والتي قيل أنها تفصل الرئاسة على الرئيس وأسرته، وأعضاء الحزب الوطني، والواقع أن عيوب المادتين معروفة .

 فهي لاتتصل فقط بقصر الترشح للرئاسة على هؤلاء الأشخاص، أو الحزب، ولكنها أيضا تستبعد كل القوى المؤهلة لشغل هذا المنصب، وليس من بين أعضاء الحزب الوطني من الترشح للرئاسة.

والواقع أن متغيرات كثيرة حدثت الآن ، لم تعد تعطي للحزب الوطني ولا لغيره القدرات على حيازة شروط هاتين المادتين، فموضوع المادتين تقريبا أصبح منتهيا، وتجاوزتهما الظروف، ومن ثم فإن تعديل المادتين مسألة ضرورية الآن.

ومن الواضح أن أية لجنة ستقوم بوضع الدستور ستراعي المعايير القانونية لوضع الدساتير من حيث قصر المادة ، وعدم تصنيفها لأحكام تفصيلية كثيرة، كما هو الوضع الحالي.

وأعتقد أن تعديل المادتين محل اتفاق حاليا بين الحكومة والمعارضة.

المادة 88 من الدستور : لعل المادة88 من الدستور هي التي تسببت فيما نحن فيه من مشكلات الآن، خاصة وأنها استبعدت الإشراف القضائي وأوكلت ممارسة الانتخابات للجنة أخرى.

 وارتكبت في ظلها أسوأ عمليات التزوير والإطاحة بالشرعية الحقيقية، ومن ثم فهي لابد وأن تعدل، وأن تكون الانتخابات، والاستفتاءات كلها تحت إشراف قضائي كامل.

رابعا: تداعيات الأزمة :

الأزمة الرئيسة التي يواجهها النظام الآن، هي أزمة الاستيلاء على السلطة والافتئات على الشرعية، من رجال الأعمال، وكنت قد دفعت بمقال لجريدة الأهرام (لم ينشر)، عن خطورة الزواج بين السلطة والثروة، وكان الحديث يثار بشدة أثناء زيارة لإيطاليا منذ عام تقريبا.

 حيث اقترح البرلمان ألا يدخل من شرفة السياسة كل رجل تتجاوز ثروته 2 مليون يورو، وأعتقد أن هذا المطلب مُلح هنا وهناك، ولعل التجربة المصرية ترينا خطورة هذا الزواج.

 والواقع أن ما يقال عن نفوذ أصحاب الثروات لا يمكن أن يقارن بأي نظام آخر، فالثروات التي تكونت من رجال السلطة، وممن يحيطون بها، تكاد لا تصدق، وإذا كان لي أن اقترح شيئا ، فهو ضرورة محاكمة من استولوا على الثروات بطريقة غير مشروعة .

 وحسنا فعل النائب العام بوضع كبار المسئولين تحت التحفظ، وتجميد أموالهم، حتى لا تسحب، ثم التحقيق معهم وتقديم المذنب للمحكمة،أو حفظ القضية للذي لا يثبت إجرامه ، وهذا من أهم القضايا الآن، سواء على من بقى الآن في السلطة أو على من سيأتي به النظام الجديد إن كان.

 وكذا يجب قيام البعض من رجال الأعمال بالتبرع ببعض ثرواتهم للفقراء والمعدمين في مصر وما أكثرهم، وحبذا لو قام الآخرون بمثل ما قاموا به.

 والواقع أن الأزمة في بعدها الاقتصادي هي أزمة كبيرة للغاية سواء في البعد الواضح من الاستيلاء على أراضى الدولة بلا مقابل وتكوين ثروات خيالية.

 أو من استولى على أرصدة ضخمة من البنوك بدورها بأية طريقة غير مشروعة من أقطاب الحزب الوطني الذي قامت حولهم شبهات قوية، وكادوا أن يعلموا ولكنهم أفلتوا في السنين القليلة الماضية.

ونعرف أن مقاومة المظاهرات السلمية تأتى من قبلهم حتى الآن وحتى الرسميون يظهرون حتى الآن ويتحدثون عن مناوئتهم لشباب لم يضللهم أحد ولا يريد أحد منهم أن يأخذ مالا يشتهى ويريد هؤلاء "الشباب" إعادة الثروة إلى الشعب وهذه مسألة تحتاج إلى مناقشات واسعة لكنها يجب أن تحسم من الآن.

وأقترح على من يقوم بوضع الدستور الجديد أن يضع ضمانات واضحة تحول دون زواج السلطة بالثروة، وما يمكن أن يقترح في هذا الشأن قد يكون مفيدا بألا يدخل المجالس التشريعية الذين يملكون النصاب الذي تحدده لجنة الدستور ويوافق عليه الشعب في الاستفتاء .

خامسا :اللجنة التأسيسية:

واجهت مصر من قبل حالة تغير ثوري عندما قامت ثورة 23 يوليو، وواجهت الثورة بإعلان الشرعية الثورية على أساس أن الدستور والأوضاع التي كانت تحكم مصر قد انتهت وتحتاج إلى تعديلات رئيسة .

 وبالتالي فمن حق الثورة أن تقيم جمعية تأسيسية تضع دستورا يناسب الأوضاع المستجدة وإن كان لم يهتم ، بهذه القضية وإنما تم إصدار بيانات دستورية أنهت الدستور (23) وظلت تضع دساتير مؤقتة حتى شكلت لجنة لوضع الدستور الذي سمى دستور (71) .

والواقع أن وحيد رأفت الفقيه الوحيد الذي قرر أن ما قامت به الثورة غير شرعي، واعتبر أن الثورة انقلابا على الدستور وخروجا عن الأحكام الشرعية، ومعظم من يعيش بيننا من الفقهاء اعتبر ما قام به الشعب مؤخرا من ثورة قد أسقط النظام القديم،

 ويجب أن يعلن عن انتهائه بسبب هذه الظروف وفي هذه الحالة يمكن أن يعهد للجنة تأسيسية مهمة وضع الدستور الجديد.

 كما يمكن أن يقوم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتكوين مجلس رئاسة انتقالي ويختار مؤقتا من شخصيات عامة تمثل كافة القوى السياسية في الدولة للقيام بهذا العمل.
دكتور جعفر عبد السلام

حسنى مبارك؛ تعليمه وتدرجه الوظيفى

التعليم
أنهى مرحلة التعليم الثانوي بمدرسة المساعي الثانوية بشبين الكوم، ثم التحق بالكلية الحربية، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فبراير1949، وتخرج برتبة ملازم ثان. والتحق ضابطا بسلاح المشاة، باللواء الثاني الميكانيكي لمدة 3 شهور، وأعلنت كلية الطيران عن قبول دفعة جديدة بها، من خريجي الكلية الحربية، فتقدم حسني مبارك للالتحاق بالكلية الجوية، واجتاز الاختبارات مع أحد عشر ضابطاً قبلتهم الكلية، وتخرج في الكلية الجوية، حيث حصل على بكالوريوس علوم الطيران من الكلية الجوية في 12 مارس1950. وفي عام 1964 تلقي دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفياتي.
الوظائف
تدرج في الوظائف العسكرية فور تخرجه، حيث عين بالقوات الجوية في العريش، في 13 مارس 1950، ثم نقل إلى مطار حلوان عام 1951 للتدريب على المقاتلات، واستمر به حتى بداية عام 1953، ثم نقل إلى كلية الطيران ليعمل مدرسا بها، فمساعدا لأركان حرب الكلية، ثم أركان حرب الكلية، وقائد سرب في نفس الوقت، حتى عام 1959. تم أسره رفقة ضباط مصريين بعد نزولهم اضطراريا في المغرب على متن مروحية خلال حرب الرمال التي نشبت بين المغرب والجزائر.
سافر في بعثات متعددة إلى الاتحاد السوفيتي، منها بعثة للتدريب على القاذفة إليوشن ـ 28، وبعثة للتدريب على القاذفة تي ـ يو ـ 16 ،كما تلقى دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفيتي (1964 ـ 1965م). أصبح محمد حسني مبارك، قائداً للواء قاذفات قنابل، وقائداً لقاعدة غرب القاهرة الجوية بالوكالة حتى 30 يونيو 1966.
وفي يوم 5 يونية 1967كان محمد حسني مبارك قائد قاعدة بني سويف الجوية. عُين مديرا للكلية الجوية في نوفمبر 1967م، وشهدت تلك الفترة حرب الاستنزاف، رقي لرتبة العميد في 22 يونيه 1969، وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائداً للقوات الجوية في أبريل 1972م، وفي العام نفسه عُين نائباً لوزير الحربية.
وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر1973، ورقي اللواء محمد حسني مبارك إلى رتبة الفريق في فبراير 1974. وفي 15 أبريل 1975، اختاره محمد انورالسادات نائباً لرئيس الجمهورية، ليشغل هذا المنصب (1975 ـ 1981م). وعندما أعلن السادات تشكيل الحزب الوطني الديموقراطي برئاسته في يوليو 1978م، ليكون حزب الحكومة في مصر بدلاً من حزب مصر، عين حسني مبارك نائبًا لرئيس الحزب. وفي هذه المرحلة تولى أكثر من مهمة عربية ودولية، كما قام بزيارات عديدة لدول العالم، ساهمت إلى حد كبير في تدعيم علاقات هذه الدول مع مصر.
وفي 14 أكتوبر 1981م تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية، بعدما تم الاستفتاء عليه بعد ترشيح مجلس الشعب له في استفتاء شعبي، خلفاً للرئيس محمد أنور السادات، الذي اغتيل في 6 أكتوبر 1981م، أثناء العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر 1973م. وفي 26 يناير 1982م انتخب رئيساً للحزب الوطني الديموقراطي .

وقع خبر حبس الرئيس السابق على البعض

صورة لقد استيقظ المصريون، بل والعالم أجمع، على خبر أثلج صدر البعض وأحزن البعض، وأعترف أنى واحد ممن أحزنهم هذا الخبر، وهو صدور حكم بالحبس لمبارك وعائلته، هذا الخبر الذى

يضع حداً ونهاية للحديث عن الثورات المضادة، فالذين أسعدهم هذا الخبر فرحوا انتقاماً من رأس النظام السابق وليس الرأس فحسب، لكن وريثه أيضاً الذى سبقه إلى سجن طره، الذى أصبح فى أيام قليلة واحداً من أشهر سجون العالم، والفضل يرجع فى ذلك إلى مبارك ورئيس وزرائه وحكومته الموقرة، أما من أحزنهم هذا الخبر، وكنت واحداً منهم، فهو حزناً على هذا الربع قرن الذى انسلخ من عمرى تحت حكم مبارك مخدوعاً فيه وفى كلماته، التى يطالعنا بها حيناً تلو الآخر، عشت مخدوعاً كغيرى من الناس فى مبارك وأرقامه وإحصائياته التى تؤكد دائماً أننا كنا نسير إلى الأمام، وأن المستقبل أفضل ولم يكن أمامنا إلا أن نصدقه، ولكن شاء الله أن يكشف العورات التى سترها ردحاً من الزمان ليتضح لنا أننا كنا مخدوعين.
لم يفرح المصريون بقرار حبس مبارك حباً فى الانتقام منه، لكن لضرب المثل لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الشعب واستغلاله وسرقته ونهب ثرواته.. وهاهو العالم اليوم يتابع بدهشة واستغراب ما يفعل المصريون بحكامهم.
ولا أنكر أنى بين الحين والآخر يتنابنى إحساس بالشفقة والرحمة تجاه مبارك، لكن سرعان ما أرد على نفسى، ألم ينتاب مبارك إحساس بالشفقة تجاه شعبة؟.. ألم يشعر مبارك يوماً بمعاناة شعبه؟.. لقد سنحت له الفرصة أكثر من مرة ليخرج بكرامته وبحب المصريين المخدوعين فيه وبأمواله التى سرقها من قوت الشعب المصرى، لكنه أبى إلا ألا يخرج إلا بعد أن يطمئن على مستقبل أولاده، كما رفعه شعاراً للحزب الوطنى الذى كان يرأسه فى الأونة الأخيرة.
فقد كنت محباً لمبارك أهتف دائماً باسم مبارك، بل وأغنى يحيا مبارك عاش مبارك، حتى انكشفت سوءات مبارك ونظام مبارك، وهاهو قد رحل مبارك خَلّف فقراً خَلّف جهلاً، بل خَلّف شعباً سيظل يلعن يوماً كان رئيسه هو حسنى مبارك.. فالحمد لله أننا كنا نجد ما نتقوت به فى عصر مبارك فى ظل هذا الفساد.
لذا أدعو المصريين الذين تأخذهم الشفقة والطيبة التى هى من أسمى صفات المصريين، والذين يطالبون بتكريم مبارك والوفاء له على حكمه لمصر لقرابة ثلاثين عاماً، أن يحكموا عقلهم ويراجعوا أنفسهم، وسيتضح لهم حقيقة هذا العهد الذى ذهب إلى مزبلة التاريخ، وأدعو كل المصريين أن يكفوا عن الحديث عن الفساد والفاسدين، فالقضاء المصرى الشامخ سيعطى كل واحد حقه، ولنلتفت جميعاً إلى مصر التى تحتاج الآن لكل محب لها، تحتاج الآن للعمل الجاد لاستعادة عافيتها وصدارتها من جديد.

ارحموا عزيز قوم ذل

المسامح كريم، وغيرها من الأقوال التى ترددت من بعض الأشخاص فى الأونة الأخيرة، بعد أن خضع الرئيس المخلوع للتحقيقات، ودنا عقابه على ما ارتكبه هو وأسرته

وحاشيته فى حق مصر وشعبها، فتحول أصحاب حملات (إحنا آسفين يا ريس) إلى (ارحموا عزيز قوم ذل)، فأعدوا عدتهم، وسنّوا أقلامهم، وانتشروا على المواقع الإلكترونية تسبقهم تعليقاتهم، محاولين تطويع الدين لأهوائهم من أجل اللعب بمشاعر الشعب المصرى، كما فعل رئيسهم المخلوع من قبل، ليسامحوه ويدعون له بالمغفرة.

فها هم يسيرون على نهجه، ويطلبون له السماح والغفران بعد كل ما عاناه الشعب المصرى طيلة فترة حكمه، غافلين عن قول الحق سبحانه (وَلَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِى الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وقوله سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ...).

ولا يمكن بالطبع إغفال حملة (رد الجميل)، وبخصوص هذه الحملة بالتحديد، أدعوهم إن كانوا صادقين ولا يحركهم سوى مشاعرهم تجاه من يعتبرونه رمزاً لهم، على حد وصفهم، أدعوهم أن يردوا الجميل تجاه مصر أولاً.

ولن نطلب منكم رد أموال الشعب المنهوبة، ولا أراضى مصر المسلوبة، التى تم توزيعها على حاشية رمزكم وبطانته، فتلك قضايا يتم التحقيق بشأنها أمام القضاء، ولن نطلب منكم رد كرامة كل شخص انتُهكت كرامته أو تم تعذيبه داخل سلخانات الشرطة، لأن الثورة كانت كفيلة بذلك.

ولكن ماذا عن قلوب انفطرت، وعيونٍ دمعت حينما فقدت مصر خيرة شبابها بأوامر من رمزكم أو أحد حاشيته؟ فهل لكم أن تردوا أرواحهم إليهم لكى تقر أعين أمهاتهم وآبائهم؟

وماذا عن مصابى الثورة الذين فقدوا نور أبصارهم، أو أجزاء من أجسادهم وأصيبوا بعاهات سوف تلازمهم ما تبقى لهم من حياتهم حينما واجهوا جنود رمزكم من أجل أن يظل ملتصقاً بكرسيه؟

وماذا عن أطفال فى عمر الزهور ذاقت مرارة اليُتم وحُرموا من آبائهم دون ذنب اقترفوه؟ أطفالاً قد لا تستوعب عقولهم ولا سجيتهم البريئة ما حدث، فينتظرون عودة آبائهم، غير مدركين أنهم ذهبوا إلى دار الحق بين يدى ربهم.

فكيف لكم بعد كل هذا أن تستكثروا علينا القصاص من رمزكم المزعوم؟ وعن أى جميل تتحدثون؟ أتقصدون بالجميل إجمالى ديون 1080 مليار جنيه، أم تقصدون بالجميل نسبة الـ40% من الشعب المصرى الذين يقبعون تحت خط الفقر (دخل الفرد أقل من دولار واحد يومياً)، أو مرض السرطان الذى تضاعف 8 مرات ووصل إلى أعلى نسبة فى العالم، أو 13 مليون مواطن مصابون بالالتهاب الكبدى، أو شلل الأطفال الموجود فى 6 دول فقط فى العالم من بينها مصر؟

هل هذا هو الجميل الذى تسعون لرده لرمزكم المزعوم، الذى قالت عنه جريدة هاآرتس الإسرائيلية، إنه كان منفذاً لأوامر أمريكا وإسرائيل، وأن نتانياهو سيستمر فى حنينه لصديقه المقرب؟

ثم ماذا أنتم فاعلون لرمزكم عندما يقف أمام محكمة العدل الإلهية وقاضيها هو الله، الحكم العدل، اللطيف الخبير.

صدق الدكتور مصطفى محمود، والذى تتخذون من ميدانٍ يحمل اسمه مكاناً لتجمعكم حينما قال: الأحرار يبكون شهداءهم.. والعبيد يبكون جلاديهم.

الثلاثاء، 12 أبريل 2011